سيّد الذئاب جَاءَتْنِي وَزَهْرُ الرُّمَّانِ يُحَليِّ شَفَتَيْهَا جاَءَتْنِي وَحُمْرَةِ التُّفَّاحِ تَنبٌعُ مِنْ خَدَّيْهَا وَفَاجَأَتْنِي فَأَمْسَكَتْ يَدِي بـِيَدَيْهَا
وَسَأَلَتْنِي عَنِ الْعِشْقِ سَأَلَتْنِي عَنِ الهَوَى عَنْ حُبِّيَ الأَوَّلِ عَنْ أَيَّامِ الصِّبَا وَقَالَتْ: يَا سَيِّدَ العِشْقِ وَالهَوَى أَحْبَبْتُكَ وَلاَ يَهُمُّ مَا
مَضَى أَحْبَبْتُكَ وَلَنْ أَسْأَلَكَ مَا جَرَى قَدْ جِئْتُكَ وَكُلُّ أَمَلِي حُبُّكَ قَدْ جِئْتُكَ وَكَمْ رَأَيْتُ فِي مَنَامِي قُرْبَكِ كَفَرَاشَةٍ فِي بُسْتَانٍ
كَسَحَابَةٍ بَيْضَاءَ فِي سَمَاءِ صَدْرِكَ إِنِّي يَا سَيِّدِي أُحُبُّكَ اجْعَلْنِي كُلَّ شَيْءٍ أَنَا لَكَ فَامْلُكْنِي لَبَّيْكَ يَا فَارِسِي عَلَى فَرَسِكَ احْمِلْنِي
اخْطِفْنِي وَخُذْنِي إِلىَ عَالَمٍ كُلُّهُ أَحْلاَمْ عَالَمِ الحُبِّ والعِشْقِ وَالهَيَامْ اجْعَلْنِي مَقْطُوعَةً تَعْزِفُهَا عَلَى أَوْتَارٍ رَقِيقَةِ الأَنْغَامْ فَقُلْتُ
لَهَا: مَهْلاً يَا وَجْهَ القَمَرِ مَهْلاً يَا مَلَكِةَ الحُسْنِ يَا حُسْنَ النَّظَرِ إِنِّي وَاللهِ قَدْ تُبْتُ عَنِ الهَوَى وَلَيَالِي السَّمَرِ ثم أنتِ مِنَ البَشَرِ
وَإنِّي حَرَّمْتُ عَلَى فُؤَادِي هَوَى البَشَرِ إِنِّي أَمْسَيْتُ بَعْدَ هَوَاكُم كَمَاضِي خَبَرِ فَقَالَتْ بـِسُخْرِيَةٍ : مَنْ أَنْتَ ؟!! يَا مَنْ لَسْتُ مِنْ
بَنِي الإِنْسَانْ مَنْ أَنْتَ ؟!! وَلِمَاذَا هَذَا النُّكْرَانْ ؟!! مَنْ أَنْتَ ؟!! وَمَا لِعَيْنَيكَ تَمْلَؤُهَا أَحْزَانْ ؟!! وَمَا شَيْبُ رَأْسِكَ هَذَا ؟ !!
وَأَنْتَ نَضِيرُ العُمْرِ أعْطِنِي حُجَّةً وَبَياَنْ ولاَ تَقُلْ هَكَذاَ أَنَا أَوْ تِلْكَ هذا مَا فَعَلَتْهُ بـِيَ الأَزْمَانْ فَهَمَسْتُ إِلَيْهَا : يَا صَغِيرَتِي
صَبْرا لاَ تَقْسِي فَأَنَا لَسْتُ بـِإِنْسَانٍ إِنِّي أَرَقُّ وَأَصْفَى مِنْ قَلْبِ يَحْمِلُهُ صَدْرُ إِنْسَانٍ فَتَبَسَّمَتْ وَمَا أَجْمَلَهَا تَبَسَّمَتْ وَالخَوْفُ
وَالشَّكُّ يَمْلَؤُهَا وَقَاَلتْ: هَلْ اَعْلَمُ إِنْسٌ أَنْتَ أَمْ جَانْ ؟!! فَقُلْتُ أَنَا دُمُوعٌ وَدُمُوعٌ كَأَنَّهَا خُلِقَتْ لإِنْسَانِ فِي طِرِيقٍ مُظْلِمٍ يَسِيرُ
مُنْذُ زَمَنٍ فِي غَيَاهِبِ النِّسْيَانِ وَلاَ اَمْلِكُ فِي الدُّنْيَا سِوَى بُؤْسٍ وحزنٍ وحرمانِ وَعَنْ قَسْوةِ البَشَرِ أُعْطِيكِ كَمْ مَائَةٍ مِنْ دَلِيلٍ
وَبُرْهَانِ أَنَا مَنْ أَجْهَدَنِي العِشْقُ وَالْهَوَى وَكَمْ قَالُوا فِيهِ دَوَائِي وَفِيهِ الشِّفَا فَمَا ذُقْتُ مِنْهُ سِوَى كَمْ ذِكْرَى وَبَقَايَا حَدِيثٍ مِنْ جَوَى
فَمَا أَدْرَاكِ مَا الذِّكْرَى ! وَمَا أَدْرَاكِ لَعْنَةُ الحُبِّ وَمَا مَضَى أَنَا مَنْ أَحْبَبْتُهَا وَآمَنْتُ لَهَا أَنَا مَنْ أَحْبَبْتُهَا وَكَانَتُ كُلَّ المُنَى أَنَا مَنْ
أَحْبَبْتُهَا وَفِي مَنَامِي كَانَتْ رُؤَى أَنَا مَنْ أَحْبَبْتُهَا وَعَنِ الحُبِّ اْقسِمُ أَنِّي لَمْ أَعْرِفُ مَا هُوَ وَظَنَنْتُ أَنَّ الحَيَاةَ قَدْ وَهَبَتْنِي بَعْدَ
الشَّقَاءِ طَرِيقَ الهُدَى وَأَوْهَمَتْنِي بَعْدَ فَقْرِي أَنَّهَا كُلُّ الغِنَى أَعْطَيْتُهَا كُلَّ عُمْرِي كُلُّ الحُبِّ كُلُّ الحَنَانِ كُلُّ الوَفَاءِ فَبَاغَتَتَنِْي
بـِخِنْجَرٍ فِي القَلْبِ مَسْمُومٍ فَأَيْقَنْتُ أَنَّ الحُبَّ ضَعْفٌ وَإِنَيِّ كُنْتُ فِي غَايَةِ الغَبَاءِ غَايَةِ الغَبَاءِ غَايَةِ الغَبَاءِ أَرَأَيْتِ يَا بـِنْتَ البَشَرِ
هَكَذَا خِيَانَةٌ بَعْدَ كُلِّ هَذَا الوَفَاءِ فَقَالَتْ: يَا نَاصِعَ الجَبـِينِ يَا رَمْزَ الوَفَاءِ وَالحَنِينِ مَنْ تَقْصِد ؟!! أَيُّهَا الصَّابـِرُ الحَلِيمُ حَتْماُ إِنَّهَا
لَشَيْطَانٌ رَجِيمُ فَقُلْتُ : صَغِيرَةً مِنْ بَنِيكُم أَحْبَبْتُ صَغِيرَةً مِنْ بَنِيكُم آويْتُ صَغِيرَةً مِنْ بَنِيكُم رَبَّيْتُ عَلَى الخَيْرِ وَالوَفَاءِ لَهَا
أَوْصَيْتُ وَمِنَ الشَّرِّ وَالرَّزَالَةِ لَهَا حَذَّرْتُ وَعَلَى حُرُوفِ العِشْقِ حَاءٌ بَاءٌ لَهَا عَلَّمْتُ وَفِي الشِّعْرِ وَقَوَافِيهِ لَهَا أَوْزَنْتُ نَظَرْتُ
وَالجُنُونُ قَدْ تَمَلَّكَهَا تَرَجَّتْ أَنْ اَرْحَمَ حَيْرَتَهَا وَقَالَتْ مَنْ أَنْتَ يَا مَنْ لَسْتَ مِنْ بَنِي البَشَرِ مِنْ أَنْتَ أَرِحْنِي أَعْطِنِي صَحَيحَ
الخَبَرِ فَقُلْتُ : أَنَا الذِّئْبُ الذِي مِنْ عِنْدِكُم أَحْبَبْتُ أَنَا الذِّئْبُ الذِي مِنْ عِنْدِكُم آوَيْتُ أَنَا الذِّئْبُ الذِي مِنْ عِنَدِكُم رَبَّيْتُ أَنَا الذِّئْبُ
الذِي بـِالخِيَانَةِ مِنْكُم جُزِيتُ أَوَلاَ تَعْلَمِينَ مَنْ أَنَا ؟!! أَنَا سَيِّدُ الذِّئَابِ أَنَا مَنْ صِرْتُ أُسْطُوَرَةَ الخِيَانَةِ لِلأْدُبَاءِ أَنَا مَنْ يَهْابُ
خِيَانَتَهُ السِّبَاعُ وَكُلُّ مَخْلوُقَاتِ الغَابِ والآنَ لَسْتُ إِلاَّ أُضْحُوكَةً وَمَوْعِظَةً لأِوُلِي الأَلْبْاَبِ فَبَعْدَ أنْ كُنْتُ سَيداً أَمْسَيْتٌ الآنَ
عَاراً عَلَى مَعْشَرِ الذِّئاَبِ أَنَا ذِئْبُ الوَفَاءِ وَضَحِيَّةُ الخِيَانَةِ يَا لَقَدْرَةِ السَّمَاءِ أَحْبَبْتُ مِنْ بَنِيكُم وَحَسِبْتُهَا رَمْزَ الوَفَاءِ أَحْبَبْتُ مِنْ
بَنِيكُم وَكُنْتُ فِي غَايَةِ الغَبَاءِ فَقَالَتْ يَا وَيْلِي مَا رَأَتْ عَيْنِي وَلاَ أَحَسَّ قَلْبـِي تِلْكَ الأَحْزَانْ إِنِّي وَاللهِ يَا شَاعِرَ الهَوَى أَخَافُ
حُبَّكَ وَأَنَا مَا زِلْتُ نَضِيرَةَ البَيَانْ وَمَازَالَتْ أَوْرَاقِي وَقَلْبـِي كَزَهْرَةٍ عَلَى أَعْوَادِ السِّيقَانْ أَخَافُ مِنْكَ عَلَيَّ فَأَذُوقُ مَا ذُقْتُ مِنْ
لَعْنَةِ الحُبِّ وَالهَذَيَانْ فَأَعْجَزُ كَمَا عَجَزْتَ وَأُمْسِي لُعْبَةً يَلْعَبُهَا الزَّمَانْ وَيَصِيرُ الشَّعْرُ شَيْبا وَيَمُوتُ القَلْبُ حُزْنا وَأَنَا فِي رَيْعَانِ
الشَّبَابْ وَأَكُونُ زَهْرَةً ذَابـِلَةً فِي بُسْتَانْ يُعَافُهَا النَّحْلُ حتى الذبابْ سَأَمْضِي عَنْكَ سَأَمْضِي عَنْكَ فَأَنْتَ حَتْماً فِي مَوْتٍ ذُؤَابْ
سَأَمْضِي فِي طِرِيقِ الأَمَلِ وَحَلاَوَةِ الحُبِّ وَشَقَاوَةِ الشَّبَابْ سَأَمْضِي فِي طِرِيقِ الأَمَلِ فَأَنْتَ حَقاً لَسْتَ إِلاَّ رُفَاتِ لاَ اَعْلَمُ رُفَاتَ
ذَئْبٍ أَمْ رُفَاتَ إِنْسَانِ فَمَضَتْ عَنِّي وَتَذَكَّرْتُ وَمَا أَصْعَبَ الذكرياتِ تَذَكَّرْتُ صَغِيرَتِي كَمْ كَانَتْ تَقُولُ لِي إِنَّ حُبَّكَ لَنْ يـِنْبـِضَ
حَتَّى المَمَاتِ كَيْفَ كَانَتْ تُحَدِّثُنِي وَرَعْشَةُ الجَسَدِ وَالشِّفَاةِ كَيْفَ عَاهَدَتْنِي عَلَى الوَفَاءِ وَعَاهَدْتُهَا كَيْفَ كَانَتُ وُعُودِي وَكَيْفَ
كَانَتْ وُعُودَهَا كَيْفَ رَحِمْتُهَا كَيْفَ كَانَ ضَعْفَهَا كَيْفَ أَصْبَحْتُهَا رَأْفِعْةَ الرَّأْسِ كَيْفَ صَلَبَتْ عُودَهَا وَتَبَسَّمْتُ وَالدَّمْعُ الأَحْمَقُ
يَحْرِقُنِي آَهِ مَا أَغْوَرَ جُرْحِي وَأَلَمِي آًهِ مًا أَشَدَّ حُزْنِي وَشَجَنِي آَهِ يَا حَبـِيبَ العُمْرِ كيف هُنْتْ ؟! كيف خُنْتْ ؟! وأَمْسَيتُ بَينَ
يَدْيْكِ كَشاةٍ فِي لَحْظَةِ النَّحْرِ وأمْتَطَيْنِي قَارِباً بلا شراعٍ في فَيضَانِ البَحْرِ فَلاَ تَسْاَلِي عَنِ الحُبِّ واسْتَحْيـِى إنَّ أمثَالَكِ بالحُبِّ
لاَ يَنَعْمُ ِ واتْرُكِينِي وَشَأْنِي وَلاَ تَعُودِي فَقَدْ وَدَّعْتُ الحُبَّ مِنْذ زَمَنْ وَسُحْقاً بالحُبِّ فَمَاذاَ جَنَيْتُ إِلاَّ حُزْناً وَبؤُسْاً وَشَجَنْ مِنَ
اليَوْمِ سَأَعْتَلِي عَرْشَ الخِيانَةَ مِنَ اليَوْمِ لا صِدْقٌ ولا أمانَةَ مِنَ اليَوْمِ أَنَا سَيِّدُ الذِّئَابِ أَنَا سَيِّدُ الذِّئَابِ أَنَا سَيِّدُ الذِّئَابِ أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ
عَلَى الحُبِّ الأَحْبَابِ