افتتح الشاعرالمرحوم عبد المسيح انطاكي ديباجته بعد البسملة قائلا :
أزين ملحمتي الغرا و أحليها بحمد ربي فليحمده قاريها
و بالصلاة على طه و حيدرة قد كنت بادئها برا و منهيها
و بعد قد وفق الله العبيد إلى هذي القصيدة مع ضافي حواشيها
نظمت سيرة مولانا أبي حسن فيها على قدر إدراكي خوافيها
فما عرفت له في الدين مأثرة إلا و كنت مع الإخلاص راويها
و بعض آثاره ما جئت أذكره و لم أزل عاجزا عن ذكر باقيها
تحصى النجوم و لا تحصى مناقبه فكيف لا يدرك الإعياء محصيها
من يرج أن يتولى مدح حيدرة بغر آثاره وصفا و تشبيها
رجا المحال و أعيا عن بلوغ أما نيه من المرتضى أو ما يدانيها
فهذه يا ذوي الألباب ملحمتي أملي عليكم بالتقوى أماليها
و إنها خير تاريخ لنشأة دين الله مع ما جرى بين الورى فيها
وقد جهدت على عجزي و نية إخلاص لبيت رسول الله أنويها
أن أدركن بها رضوان حيدرة و من به شغفوا حبا و تدليها
و تلك بغية مملوك المعز حبيب المرتضى ما سواها رحت أبغيها
تزلفا لأميري الأريحي عميد العرب من بات للخيرات داعيها
و هو الذي في رضى طه و حيدرة و ابنيهما يبذل الدنيا و يعطيها
و نفسه في هوى بيت النبوة من كل البرية معروف تصبيها
ما كنت شاعره إن لم أجد بمدا ئح العلي التي ما انفك يرويها
منه عرفت أمير المؤمنين و أيديه الحسان التي قد كان يسديها
و ها أنا ناظم ما كان ينثره على محبيه من غالي دراريها
و بالوفاء و بالإجلال أرفعها إلى معاليه في زاهي تلاليها
شكرا على النعم الجلى التي لقيتنا من يديه و ما زلنا نلاقيها
و إنها نعم السردار أرفع أغنتنا و كم معنا أغنت عوافيها
و خزعل قد تولى في مكارمه العقول فهو مع الأجسام يغذيها
فكان مرشدها الأسمى و واعظها و كان للحق داعيها و هاديها
و هذه الطرفة الحسناء قد فخرت في الإنتماء إليه في تأبيها
و إنها قبة من نوره اقتبست لظلمة الجهل كي تجلو دواجيها
أو انها للورى من وفر حكمته شريعة بالهدى فاضت مجاريها
و إنني باسمه المحمود أعرضها على الأغارب في زاهي تجليها
بها أردد آيات الثناء عليه و الوفاء له تالله موحيها
و كي اسهل تسهيلا تلاوتها على الملا لم أدعها في تتاليها
لكنني بعناوين مفصلة أوضحت للقارئ الذاكي فحاويها
و قد توسعت في مجرى حوادثها بما نثرت عليها من حواشيها
وجئت بالنص من أقوال حيدرة وهي التي زينت نظمي من معانيها
و لم تكن غير نعمى خزعل فله ثواب قارئها التاقي و منشيها
و الله كالئه ذخرا لأمته يحيي بهمته العليا أمانيها
*******************************
نسألكم الدعاء
تحياتي
أبو روان